إن النظم والانضباط له أثر كبير في تقدّم الأمور كما أنه يساعد في مجال التحكم بالمشاعر فمن لديه نظم في المشاعر لن يقوم بعمل متهور كما أن المسلم القادر على التحكم بمشاعره لن يتجاوز حدود الله تعالى.

إن النظم في المشاعر هو سبيل نحو التعبير السليم والصحي عن المشاعر والتحكم بالآمال والأحلام والتعامل بعقلانية في كل الظروف.

إن تعاليم القرآن الكريم من خلال تأطير المشاعر وعرض نماذج كاملة لتأطير المشاعر تساعد البشر على التحكم بمشاعره في مختلف الظروف.

إن الإيمان بالله من منطلق الاعتقاد بإحاطة الله تعالى في الأمور والرجوع إليه بعد فناء الدنيا سيؤدي بشكل كبير إلى تأطير المشاعر وتعزيز قوة البشر على التحكم بالخوف والحرص والأشواق واجتناب الفوضى والالتزام بالنظام في كل شيء.

إن اتباع أوامر الله تعالى، والدعاء عند الخوف والرجاء، والفرح لنعمة الله، وتجنب ولاية الشيطان، وعدم الخوف من الناس هي كلها من متطلبات النظم في المشاعر، كما أن كظم الغيظ، والعفو والشكوى الى الله والتحكم في الغضب تعدّ من العوامل الأخرى التي تؤدي الى تأطير المشاعر. إن العمل وفق السنن الالهية في القرآن مع تأطير المشاعر يغلق الطريق أمام التأثير العاطفي في المواقف المختلفة، ويقود الإنسان إلى الحياة العقلانية البعيدة عن عاصفة المشاعر، كما يهديه الى الحياة الطيبة.