ایکنا

IQNA

جواهر علوية...

عناية الإسلام بصحة الإنسان من منظور الامام علي(ع)

16:29 - January 06, 2024
رمز الخبر: 3494071
بيروت ـ إکنا: لم ولا يسبق الإسلامَ دينٌ ولا قانون وضعي لا ماضياً ولا حاضراً الى الاهتمام بكيان الانسان بدَنياً ونفسياً، وحدُه الإسلام الذي يتقدم على سواه في هذا المجال مسافات طويلة تعجز كل القوانين الوضعية عن اللحاق به.

و رُوِيَ عن الإمام علِي (ع) أنه قال: "صَلاحُ البَدَنِ الحِمْيَةُ".
 
لم ولا يسبق الإسلامَ دينٌ ولا قانون وضعي لا ماضياً ولا حاضراً الى الاهتمام بكيان الانسان بدَنياً ونفسياً، وحدُه الإسلام الذي يتقدم على سواه في هذا المجال مسافات طويلة تعجز كل القوانين الوضعية عن اللحاق به. والسبب في ذلك أمران:


الأول: إن الذي سَنَّ قوانين الإسلام للانسان هو الله، والله هو الخالق والمُدَبِّر واللَّطيف والخَبير والحكيم والعليم بمكنون الانسان وحاجاته البدنية والروحية الفعلية، والعليم بقدراته ونقاط قُوَّتِه وضَعفه، ودرجة تحمُّلِه وصَبره.
 
الثاني: إن الدين عقيدة وشريعة وقِيم أخلاقية وهو في خدمة الإنسان، يهتم برعايته، وتدبير شؤونه، ينهاه عَمّا يضرّه ويؤذيه، ويوجب عليه ْما هو ضروري له ولا يمكنه الاستغناء عنه، بدنياً كان أم روحياً.

القوانين التي ترعى هذا الجانب في الإنسان تشكّلُ النِّسبَة الأكبر من قوانين الشريعة الإسلامية ولا عجب في ذلك فهي كما سبق وذكرنا في خدمة الانسان.

والقوانين التي تواكب بدَنَ الإنسان تحتَلُّ أيضاً النسبة الأكبر من قوانين الشريعة، لأن البَدن هو الآلة التي تستخدمها النفس لفعل ما تريد وانجاز ما تريد إنجازه، وبينها وبين البدن تأثير متبادل، فقوة النفس ويقينها وتسليمها لأمر الله ورضاها بقضائه يعين البدن ويقويه.

كما أن قوة البدن أو ضعفه، صحته أو مرضه يؤثر في النفس بلا شك، وتجاربنا الشخصية تشهد لذلك. 

والشريعة الاسلامية تراعي في قوانينها الأولويات فتقدم الأَهَمَّ على المُهِم، وبمراجعة سريعة لمعظم القوانين في هذا الصعيد نجد أن الأولوية هي للبدن دائماً، فإذا تعارضت مصلحته مع القانون الشرعي الأولي فإنها تقدم مصلحة البدن، وأمثلة ذلك كثيرة، منها الصيام الذي أوجبه الله شهراً في السنة لحاجة البدن الى ذلك كما النفس، ولكن لو ظهر أن الصيام يضُرُّ بالبدن، فيما لو تسبب له بمرض، أو أخَّر شفاءه منه، أو زاده، فلا يجوز للشخص أن يصوم في هذه الحالة، ولو صام لكان عاصياً لله تعالى.

في هذا السياق تأتي الدعوة من النبي الأكرم (ص) والأئمة الأطهار (ع) الى اعتماد الحِمْيَة باعتبارها سبباً مُهِماً من أسباب صِحَّة البَدَن، وقُوّته، وحِمايته من الأمراض الكثيرة.

كما أنها تأتي في سياق المَبدأ الأَهَمّ الذي يعتمده الإسلام في تعامله مع الانسان بدناً ونفساً وروحاً، وهو مبدأ الوِقاية.

والحِمْيَةُ وِقاية، والوقاية أقلّ كلفة من جهة، وأضمَن لسلامة البَدن والنفس.
 
ولا يختلف عاقلان في أن للحِمْيَة فوائد عديدة وعظيمة اختصرها الإمام (ع) بقوله: "صَلاحُ البَدَنِ الحِمْيَةُ" وقد فَصَّل ذلك المتخصِّصون فوجدوا من فوائد الحمية: إطالة العمر، والحفاظ على صحة الجلد والعيون والأسنان، وتعزِّز صحة العظام والمفاصل، وتقوي الجهاز المناعي، وتقلِّل من الإصابة بالأمراض المُزمنة مثل أمراض القلب، والسكري، وأنواع كثيرة من السرطان، وتقي من مشاكل الجهاز الهضمي مثل عُسر الهضم والامساك والنفخة، وتحسن الصحة العقلية للإنسان وتحافظ على قوة ذاكرته، وسوى ذلك من النتائج المهمة.

بقلم الكاتب والباحث اللبناني في الدراسات القرآنية السيد بلال وهبي

تابعونا على شبكات التواصل الاجتماعي:
أخبار ذات صلة
captcha