ایکنا

IQNA

التعريف بالتفاسير والمفسرين / 16

"غرائب القرآن ورغائب الفرقان"...تفسير يكشف أسرار ألفاظ القرآن

14:06 - February 07, 2023
رمز الخبر: 3489851
طهران ـ إكنا: إن تفسير "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" بالإضافة الى شموليته يشرح أسرار ألفاظ القرآن الكريم ومعانيه، وقام مؤلف التفسير بتصنيف المحتويات بطريقة يسهل الوصول إليها.

تفسير يكشف أسرار ألفاظ القرآن الكريمإن تفسير "غرائب القرآن ورغائب الفرقان" للقرآن الكريم للمفسر "نظام الدين الحسن بن محمّد بن حسين القمي النيسابوري" يوصف بالتفسير العقلي ذات التوجه الارشادي.

ويمكن اعتبار هذا التفسير أحد أفضل تفاسیر لکلام الله المجيد، والذي قد استطاع أن ينشئ علاقة دلالية بين ألفاظ القرآن ومعانيه، والأسرار الظاهرية والباطنية لهذا الكتاب السماوي.

من كان النيسابوري؟

وهو نظام الدين حسن بن محمد النيسابوري وشهرته "نظام الأعرج" المتوفي 728 قمري الموافق 1328 ميلادي كان من أشهر حفاظ القرآن الكريم في العالم الاسلامي وكان له باع في العلوم العقلية وفي فنون اللغة والأدب العربي.

وقد ترك العديد من المؤلفات أهمّها تفسير "غرائب القرآن ورغائب الفرقان"، ومن بين أعماله الأخرى هي "أوقاف القرآن" و "لبّ التأويل في تفسير القرآن".

ما هي صفات تفسير غرائب القرآن؟

وقام النيسابوري بنقل مقتبسات من تفسير "فخر الرازي" و"الزمخشري" ودعمها ببحوث وأحاديث نبوية شريفة، ويأتي في تفسيره بالآيات أولاً ثم يبين أوجه القراءات فيها إن وجد فيها قراءات مختلفة ثم يبين الوقوف في هذه الآيات وحكمها مشيراً إليه بالرمز، ثم يذكر بعد ذلك تفسير الآيات ذاكراً ضمن ذلك أسباب النزول وشرح المفردات والمعنى الإجمالي ووجوه الإعراب، ثم يأتي بعد ذلك بالتأويل ويظهر أنه يقصد بالتأويل التفسير الإشاري الصوفي الذي يذهب إلى أبعد من المعنى الظاهر للآية.

قال النيسابوري في كتابه: «لقد تضمن كتابي هذا حاصل التفسير الكبير (ويقصد بالتفسير الكبير كتاب الفخر الرازي) وهو جامع لأكثر التفاسير، وفيه حلُّ لكتاب الكشاف، وقد احتوى على النكت المستحسنة الغريبة مما لم يوجد في سائر التفاسير»، واعتنى في تفسيره بالوقف وبأسباب النزول كما اعتنى باللغة ومعاني المفردات، و اعتنى كذلك في كتابه بالربط ومراعاة المناسبات بين السور والآيات، وبيان الحكمة من تكرار الآيات، وكذلك ذكر المتشابهات والمشتبهات، وهذا يدلنا على رسوخ القدم في العلم وامتلاك ناصيته.

واعتنى في كتابه بأسباب النزول، ورجع في ذلك إلى الكتب السابقة، والعلماء المتخصصين، كما اعتنى باللغة ومعاني المفردات، وفي ذلك بيان لغريب القرآن، ورجع في ذلك إلى أئمة اللغة وعلماء البلاغة ومن سبقه من المفسرين الأعلام. ولم يهمل الأحكام التي تشير إليها الآيات بل أوضحها، ولم يغب عنه ما يكمن وراء اللفظ من استنباط أو تأويل إلا انه رجع في ذلك إلى ما استنبطه الأئمة الأعلام المعروفون بالورع وحسن الدراية، وإلى ما دار في خلده وسمحت به ذات يده.

وقام النيسابوري بسرد بيانات السورة قبل تفسيرها ثم تبيين ما اذا كانت مكية أو مدنية وعدد آياتها وكلماتها و حروفها ثم يشير الى أنواع القراءات ويكتفي بالقراءات العشر.

وقد كتب مؤلف كتاب"روضات الجنات" عن أهمية ومكانة هذا التفسير: "إن تفسیر النيسابوري یعدّ من أفضل تفاسیر كلام الله تعالى لأنه يضمّ أسرار ألفاظ القرآن ومعانيه بالاضافة الى الأسرار الظاهرية والباطنية للقرآن".

captcha