ایکنا

IQNA

تواصل الإدانات الاسلامية والدولية لمجزرة نيوزيلندا

9:11 - March 16, 2019
رمز الخبر: 3472050
عواصم ـ إکنا: على جميع المستويات الشعبية والرسمية والمؤسساتية، تتوالى الإدانات للهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجديْن في مدينة "كرايست تشيرش" النيوزيلندية، و خلف 49 قتيلاً.

وأفادت وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إکنا)، طالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أمس الجمعة، الدول غير المسلمة بحظر نشر الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، على خلفية الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجديْن في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية.

طالب الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، أمس الجمعة، الدول غير المسلمة بحظر نشر الكراهية ضد الإسلام والمسلمين، على خلفية الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجديْن في مدينة كرايست تشيرش النيوزيلندية. 

جاء ذلك في البيان الختامي للاجتماع الثاني لمجلس أمناء الاتحاد، في دورته الخامسة، والتي عقدت على مدار يومي الخميس والجمعة، في مدينة إسطنبول. 

وطالب البيان الذي تلاه محمد الريسوني، الرئيس الجديد للاتحاد، نيوزيلندا بالقيام بواجبها القانوني تجاه الهجوم الإجرامي. فيما طالب المسلمين هناك ألا يُحَمّلوا المجتمع النيوزيلندي هذه الجريمة، وأن يفسحوا المجال للقانون كي يأخذ مجراه. 

ودعا الاتحاد "أعضاءه كافة إلى القيام بدورهم في فروعهم وأقطارهم؛ نشرا للإسلام، وتحصينا للشباب، وتعزيزاً للأمن والسلم الاجتماعيين". 
 
غوتيريش: شعرت بـ"الرعب والصدمة" من إطلاق النار على المصلين
 
وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عن شعوره "بالرعب والصدمة"، إزاء الهجوم الإرهابي الذي استهدف المصلين بمسجدين في نيوزيلندا.
 
جاء ذلك في بيان تلاه "استيفان دوغريك" المتحدث باسم الأمين العام، في مؤتمر صحفي، بمقر المنظمة الأممية في نيويورك، وقال غوتيريش في البيان، إنه "أصيب بالرعب والصدمة من الهجوم الإرهابي على مسجدين في كرايس تشيرش، في نيوزيلندا".
تواصل الإدانات الاسلامية والدولية لمجزرة نيوزيلندا
وأضاف البيان أن "(الأمين العام) يكرر التأكيد على الضرورة الملحة للعمل بشكل أفضل على الصعيد العالمي لمواجهة كراهية الإسلام والقضاء على التعصب والتطرف العنيف بجميع أشكاله".
 
ودعا "جميع الناس في هذا اليوم المقدس للمسلمين (الجمعة) إلى إظهارعلامات تضامن مع الجالية الإسلامية المكلومة"، موضحا ضرورة "استحضار حرمة المساجد وجميع أماكن العبادة".
 
وفي وقت سابق، طالب الأمين العام للأمم المتحدة، بالتصدي للكراهية المعادية للمسلمين، على خلفية مقتل 50 شخصًا في الهجوم الإرهابي، وشدد "غوتيريش"، في تغريدة عبر حسابه على تويتر، على "ضرورة التصدي أيضا للتعصب والإرهاب بجميع أشكاله".
 
وقال: "أنا حزين وأدين بشدة إطلاق النار على الأبرياء لأنهم صلّوا بسلام في المساجد في نيوزيلندا"، وأضاف: "يجب اليوم، ودائما، أن نتحد ضد الكراهية المعادية للمسلمين، وجميع أشكال التعصب والإرهاب".

الرئيس الايراني يدين جريمة نيوزيلندا ويؤكد ضرورة التصدي للاسلاموفوبيا

وأدان الرئيس الايراني حسن روحاني بشدة الجريمة الارهابية المروعة في نيوزيلندا، واعتبرها مؤشرا اخر علي ضرورة التصدي الشامل لظاهرة الاسلاموفوبيا في الغرب.

وجاء فی بیان اصدره الرئیس روحاني الجمعة بهذا الصدد، ان الهجوم الارهابي والعنصري على المصلین في نیوزیلندا، كان عملا وحشیا وشنیعا آلم قلوب الشعب الایراني وجمیع المسلمین والاحرار في العالم.

واضاف، ان هذه الجریمة الهمجیة التي اسفرت عن استشهاد وجرح العدید من المصلین الابریاء والعزل، مؤشر اخر على ضرورة التصدي الشامل للارهاب وبث الكراهیة تجاه الادیان والقومیات وكذلك الاسلاموفوبیا الرائجة في الغرب والتي للاسف یتم النفخ فیها من قبل بعض الحكومات الغربیة ایضا.

تواصل الإدانات الاسلامية والدولية لمجزرة نيوزيلندا

وتابع قائلا، ان التغطیة الخبریة غیر المهنیة واللاانسانیة لهذه الجریمة الارهابیة من قبل بعض وسائل الاعلام المتشدقة في الغرب، وثیقة اخرى على عنصریتها ومعاییرها المرزدوجة حتى في ما یخص حیاة البشر. ان هذه الجریمة الوحشیة والظلم الصارخ لیس حدثا یمكن ان تنساه الضمائر الحیة والملتزمة بالقیم الانسانیة.

واضاف الرئیس روحاني، ان هذه الجریمة اثبتت بان الارهاب مازال من المشاكل العالمیة المهمة وبحاجة الي مكافحة شاملة ومنهج موحد من قبل جمیع الدول ضد العنف والتطرف في اي نقطة من العالم، ویتوجب على المحافل العالمیة خاصة الدول الاسلامیة ابداء رد الفعل الجاد تجاه هذه الجرائم المناهضة للبشریة وفضح الحماة السریین والعلنیین لمثل هذه الممارسات.

واكد الرئیس روحاني بان حكومة الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة مازالت عازمة على المكافحة الحازمة للارهاب والعنصریة في ظل وحدة وتضامن المسلمین واضاف، ان مثل هذه المؤامرات العمیاء والعشوائیة التي یقوم بها الاعداء لن تعود لهم سوى بالمزید من الخزي والعار.

وادان الرئیس الایراني هذه الكارثة المروعة واعرب عن مواساته لاسر الضحایا وتقدم بالعزاء لجمیع مسلمي العالم، مبتهلا الى الباري تعالى بان یبوئ الشهداء الدرجات العلى في جنان النعیم وان یلهم اهلهم وذویهم جمیل الصبر والسلوان وان یمن على الجرحى بالشفاء العاجل.

واكد الرئیس روحاني في الختام بان جهاز السیاسة الخارجیة للجمهوریة الاسلامیة سیتابع بجد على الصعید الدولي مسالة البت في هذه الجریمة البشعة والطلب باعتقال ومحاكمة كل الضالعین فیها.

حزب الله يدين المجزرة في نيوزيلندا

وأدان حزب الله بشدة المجزرة المروعة التي ارتكبت بحق المصلين في نيوزيلندا وأسفرت عن سقوط عشرات الشهداء والجرحى. ودعا حزب الله في بيان السلطات النيوزيلندية إلى ملاحقة المخططين والمنفذين لهذا العمل الإرهابي واتخاذ الخطوات الكفيلة بعدم تكراره.

تواصل الإدانات الاسلامية والدولية لمجزرة نيوزيلندا

وحذر حزب الله من النزعة المتطرفة ضد المسلمين وضد الأجانب ومن سياسة الكراهية التي تغذيها الولايات المتحدة الأميركية في العالم بدل أن تسود القيم الدينية التي تدعو إلى التسامح والحوار وقبول الآخر.

وأعرب حزب الله عن تضامنه مع ذوي الشهداء ويدعو للجرحى بالشفاء الكامل.

المنظمات الإسلامية بأوروبا: هجوم نيوزيلندا يحمل رسالة ومحمّل بخطاب الكراهية

وقال سمير فالح، رئيس اتحاد المنظمات الإسلامية في أوروبا، أمس الجمعة، إنّ مذبحة المسجدين في نيوزيلندا تمثل صدمة كبيرة في شكلها ونوعية ضحاياها، داعياً العالم إلى الاعتبار منها، مطالباً بـ"سند إسلامي" يحمي الأقليات المسلمة في العالم.

جاء ذلك في تعليقه على المجزرة التي ارتكبها مسلحون داخل مسجدين في مدينة كرايست تشيرتش بجزيرة ساوث آيلاند، في نيوزيلندا، ما تسبب بمقتل 49 شخصاً، ونحو 50 مصاباً بجروح خطيرة.

تواصل الإدانات الاسلامية والدولية لمجزرة نيوزيلندا

وأضاف فالح، في تصريح خاص لموقع "الخليج أونلاين"، أنّ الحدث هو عملية "إرهابية موصوفة ومدبرة قامت بها عناصر يمينية متطرفة".

وندد فالح بما أسماه "العمل الإجرامي"، داعياً أصحاب القرار والتأثير في بلدان العالم وأوروبا إلى الاعتبار من هذا الحدث، الذي ما هو إلا "ثمرة ونتيجة لتصاعد حملات التحريض والإسلاموفوبيا ضد المسلمين التي يتزعمها اليمين المتطرف".

وأشار إلى أنه لطالما كان هناك تحذير من صعود هذا التيار (اليمين المتطرف)، إثر حملاته وترويج الكراهية التي يطلقها عبر منابره الإعلامية ومواقع التواصل الاجتماعي، مبيناً أن "هناك أناساً تتكلم (شخصيات سياسية) وأخرى في الميدان تطبق، ويخرج هذا التطبيق بكل هذه البشاعة وهذه الدموية".

ودعا فالح، الذي يشغل منصب رئيس التجمع الإسلامي بألمانيا، المسلمين حول العالم، وجميع مكونات المجتمع الرافضة لمثل هذه الأعمال أن تتحرك، وأن تحشد لحركات تضامنية واسعة في المجتمعات الأوروبية والغربية ضد الإسلاموفوبيا والكراهية والتحريض، مؤكداً أنّ منهج المسلمين حيثما كانوا، وخصوصاً في أوروبا، هو التعايش مع مكونات المجتمع الأخرى .

ولفت إلى أنّ "نيوزيلندا دولة آمنة، وليس فيها أي حوادث من هذا النوع، ما يعني أنّ الهجوم يحمل رسالة، خصوصاً أنّ منفذ العملية الأساسي، وهو أسترالي الجنسية، جاء محملاً بخطاب الكراهية".

وحول التحرك لأجل هذه العملية أوضح "فالح" أن هناك في الدول الأوروبية سعياً لتصنيف مثل هذه الأعمال ضد المسلمين على أنها إرهابية، وخصوصاً في ألمانيا، "حيث نسعى لأن تصنف مثل هذه الأعمال على أنها جرائم ضد الإنسانية".

وشدّد على أن "أغلب المسلمين هم مواطنون في أوروبا ويمكنهم التحرك ضمن القانون، ولكن الأقليات المسلمة تحتاج إلى سند إسلامي، كما هو الحال مع الأقليات المسيحية في بلادنا، حيث تدعمهم دول الغرب وتدافع عنهم لأنهم امتداد ديني لهم".

ودعا فالح "الدول الإسلامية التي تهتم بشؤون مواطنيها، أو الحريصة لحماية المسلمين"، بقوله: أدعوها عبر "الخليج أونلاين" أن يكون لهم تحرك بهذا الاتجاه مع الدول المعنية، أو عن طريق الجمعيات والمؤسسات الموجودة فيها".

ودعا فالح المسلمين حول العالم لأداء صلاة الغائب على ضحايا الهجوم في نيوزيلندا، ما قد يعطي طابعاً تضامنياً إسلامياً ونفسياً واجتماعياً.

ساكو يدعو المراجع الدينية الإسلامية والمسيحية لإصدار فتاوى تُحرم الاعتداء على الأبرياء

واستنكر بطريرك الكلدان في العراق والعالم الكردينال لويس روفائيل ساكو، الجمعة، الهجوم المسلح الذي استهدف مسجدين في نيوزلندا وأسفر عن عشرات القتلى والجرحى، داعياً المراجع الدينية المسيحية والإسلامية إلى إصدار فتاوى بتحريم الاعتداء على الأبرياء.

وجاء في بيان صادر عن الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم التي يرأسها ساكو، تلقت السومرية نيوز نسخة منه، "نستنكر بشدة المجزرة الوحشية التي حصلت في مسجدين بنيوزيلندا والتي راح ضحيتها عشرات القتلى والجرحى اثناء أداء الصلاة".

تواصل الإدانات الاسلامية والدولية لمجزرة نيوزيلندا

وأضاف البيان، "ما تزال مجزرة كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد اثناء الصلاة عام 2010 حية في ذاكرتنا".

وتابع، "اننا اذ نشجب كذا أفعال بربرية نهيب بالمراجع الدينية المسيحية والإسلامية القيام بحملات توعية حول شرور التطرف والإرهاب وإصدار فتاوى بتحريم الاعتداء على الأبرياء وقتلهم من أية ديانة كانت وتحت أية ذريعة كانت".

مجلس الأمن الدولي يدين الهجوم "الجبان" بنيوزيلندا
 
وأدان مجلس الأمن الدولي، الجمعة، "الهجوم الجبان والفظيع" على مسجدين في نيوزيلندا، واصفا إياه بـ "العمل الإرهابي". 
 
ووقف أعضاء المجلس دقيقة صمت حدادا على أرواح المصلين الـ 50 الذين قضوا في المسجدين. 
تواصل الإدانات الاسلامية والدولية لمجزرة نيوزيلندا
وأكد المجلس مجددا في بيان اقترحته الكويت وإندونيسيا أن "الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره يمثل أحد أخطر التهديدات للسلام والأمن الدوليين"، وأضاف البيان أن "الأعمال الإرهابية إجرامية وغير مبررة". 
 
ظریف یدعو لعقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الاسلامي
 
ودان وزیر الخارجیة الایراني محمد جواد ظریف بشدة الهجوم الارهابي على المسلمین في نیوزیلندا، داعیا الى عقد اجتماع طارئ لمنظمة التعاون الاسلامي لاتخاذ الموقف المناسب ازاء هذه الجریمة المروعة.
تواصل الإدانات الاسلامية والدولية لمجزرة نيوزيلندا
وخلال اتصال هاتفی مع نظیره التركي مولود جاویش اوغلو مساء الیوم الجمعة، دعا ظریف لعقد اجتماع طارئ وعاجل على مستوى الرؤساء او وزراء الخارجیة في ضوء هذه الجریمة الارهابیة التي ارتكبت في نیوزیلندا وتجاوزات الجنود الصهاینة على المسجد الاقصي.
 
مرصد الأزهر: خطاب الكراهية ضد الإسلام وراء الهجمات على مسجدي نيوزيلندا
 
أصدر مرصد الأزهر لمكافحة التطرف تقريرًا عن الهجوم الإرهابي الذي وقع في مسجدين بنيوزيلندا اليوم وأسفر عن استشهاد نحو 50 شخصا وإصابة العشرات، والذي أدانه الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، وقال إنَّ هذا الحدث وجرائم داعش «فرعان لشجرة واحدة رُوِيت بماء الكراهية والعنف والتطرُّف».
 
وذكر المرصد في تقريره أن العالم استيقظ اليوم على جريمة نكراء، ترفضها الأديان السماوية والأعراف الإنسانية، ويتبرأ من شناعتها العقلاء؛ إذ إن منفذيها استهدفوا بيتًا من بيوت الله ولم يراعوا حرمة الدماء وحرم دور العبادة، فازدادت الجريمة قبحًا على قبح، واكتسب فاعلها جرمًا على جرم، حيث لم يأبه بحرمة إنسان أو بقدسية مكان، وأن أحداث نيوزيلندا اليوم تؤكد أن المسلمين يقعون ضحايا لخطاب الكراهية ضد الإسلام وظاهرة «الإسلاموفوبيا» المقيتة.
 
وأضاف مرصد الأزهر أنّه تابع ما قام به إرهابيون من «اليمين المتطرف» في نيوزيلندا، من ارتكاب جريمة إرهابية بشعة بحق المصلين في مسجدين مختلفين بمنطقة كرايست تشرش في نيوزيلندا خلال صلاة الجمعة. وأكد شهود العيان أن أحد المسلحين الذي يبلغ من العمر 28 عامًا، قد استخدم بندقيَّتين أحدهما نصف آلية (من ست بنادق في سيارته)، وكتب عليهما أسماء أشخاص نفذوا هجمات مماثلة، وكأنَّه يعلن أنه يسير على درب هؤلاء القتلة.
 
وذكرت سلطات نيوزيلندا أن منفذ الهجوم نشر على موقع تويتر 87 منشورًا يفيد فيها اعتزامه القيام بهجوم إرهابي. وأشار في أحد منشوراته أنه يستلهم هجمات القتل الجماعي من مثل عمليات "أندرز برايفيك" الذي قتل 77 شخصًا في "أوسلو" بالنرويج عام 2011. وأطلق الإرهابي على معتنقي الإسلام الجدد "خائني الدَّم"، أي الدم النيوزيلندي.
 
وأكدت السلطات أن الإرهابي ذكر على صفحته على تويتر أنه كان ينوي تنفيذ مثل هذا الهجوم منذ سنتين، وأنه بدأ بالتخطيط للهجوم منذ 3 أشهر ليقلل من أعداد المهاجرين بالنسبة للأوروبيين. وأشار أنه نفذ الهجوم انتقامًا لمقتل إحدى الفتيات السويديات (إبا أكيرلوند) في هجوم إرهابي عام 2017. وأن الهجوم «انتقامٌ من المسلمين الذين استعبدوا ملايين الأوروبيين، وانتقامًا لآلاف الأوروبيين الذين زُهقت أرواحهم على أرض أوروبا بأيد المسلمين». حسب زعمه.
 
وأكّد مرصد الأزهر أن هذا الإرهابي قد تجرد من كل معاني الإنسانية وارتكب هذه الجريمة النكراء، وقام بتصوير بث مباشر لتلك الجريمة البشعة من خلال تثبيت كاميرا على رأسه، ويبين المقطع أن الإرهابي أعاد شحن بندقيته عدة مرات، ووقف على أجساد الضحايا وأطلق النار عليهم مرارًا، وفي الرأس ليتأكد من مفارقتهم للحياة.
تواصل الإدانات الاسلامية والدولية لمجزرة نيوزيلندا
وفي إطار متابعته للحادث الأليم، طرح مرصد الأزهر تساؤلًا إلى عقلاءَ العالم، وأصحابَ الثقافة والحضارة، ودعاةَ المدنية والتقدم، وغيرَهم من أصحاب الفكر: إلى متى يظل المسلمون هم ضحايا العمليات الإرهابية دون نكير من أحد؟ وإلى متى يُحبس الإسلام في قفص الاتهام، وعند كل حادثة صغرت أو كبرت تُلصق به تهم القتل والإرهاب؟ ولكن عندما يكون المسلمون هم الضحايا لا يتكلم أحد؟
 
وحذر مرصد الأزهر من النظرة الازدواجية والكيل بمكيالين في التعامل مع مثل هذه الأعمال الإرهابية، حيث تكال الاتهامات للإسلام والمسلمين بمجرد أن يكون هناك شك أو احتمال بأنَّ منفذ الهجوم مسلم قد خرج عن تعاليم هذا الدين السمح، في حين نجد صمتًا غير مبرر عندما يتبين للجميع أن منفذ الهجوم ينتمي إلى دين آخر غير الإسلام، أو نرى الحادث الإرهابي يوصف بـ«إطلاق نار» وليس الإرهابي.
 
وحمّل المرصد وسائل الإعلام الغربية مسئولية كبيرة عن مثل هذا الحدث الإرهابي، نظرًا لما تبثه العديد من تلك الوسائل من خطاب كراهية نحو المسلمين، فمثل هذه المعالجات الخاطئة تمهد لوقوع جرائم إرهابية مثل حدث نيوزيلندا، حيث أن أثر تلك المعالجات يبقى له أثر في نفوس المتربصين بالإسلام والمتطرفين، ويدعم انتشار ظاهرة «الإسلاموفوبيا» المقيتة.
 
وشدد مرصد الأزهر أن الإسلام حرَّم الاعتداء على النفس البشرية بغض النظر عن دينها أو فكرها أو لغتها. ويدعو المرصد كل الجهات المعنيّة بحقوق الإنسان وغيرها من المنظمات الحقوقية، ألا يمرَّ عليهم هذا الحادث مرور الكرام، بل لابد من الأخذ على يد القاتل المعتدي؛ ليكون عبرة لغيره ممن تسول لهم أنفسهم العبث بأرواح الآمنين ومقدّساتهم.
 
وتابع المرصد ما نقله موقع «نيوز» News.com.au عقب تلك المذبحة الوحشية، من بيان على لسان البرلماني النيوزيلندي السيناتور "فريزر آنينغ" يصف فيها المسلمين بـ«الجناة» وليس «الضحايا»، ورغم إدانته لكل «أشكال العنف» إلا أن السيناتور أعرب عن تخوفه من الوجود الإسلامي في أستراليا ونيوزيلندا، وبرر الجريمة الشنعاء بأنَّ «أولئك الذين يتبعون نهج العنف يجدر بهم ألا يندهشوا حين يكون الجزاء من جنس العمل»، مما يعبر عن خلط واضح عنده بين المسلمين المعتدلين وبين ما تقوم به التنظيمات المتطرفة مثل «داعش» وأخواتها.
 
وأفاد مستشار السيناتور النيوزيلاندي بأنه لم تمض دقائق معدودة حتى امتلأت صفحات التواصل بردود الفعل الغاضبة على البيان، ومن بين الشخصيات التي أدانت البيان، رئيس الوزراء الأسترالي، سكوت موريسون، الذي أكد أن لوم المقتول لا القتيل «يبعث على الاشمئزاز» وأن مثل هذه الآراء لا وجود لها تحت سماء أستراليا. هذا بالإضافة لإدانة بعض الكتاب السياسيين من أمثال الصحفي كيران جيلبيرت والبريطاني بييرز مورجان.
 
وشدد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف في تقريره على ضرورة النظر بعين الاعتبار إلى جرائم الكراهية ضد المسلمين، وأن تحذو كافة الدول حذو مثيلاتها في تغليظ العقوبة وتكثيف برامج التأهيل للمتطرفين على اختلاف توجهاتهم، والمتشددين واليمينيين المتطرفين.
 
وأشار إلى أن هجوم اليوم دليل على وجوب التفرقة بين الأديان وسماحتها وما تدعو إليه وبين بعض المنتسبين إليها، حيث أن الإسلام تعرض لظلم كبير طيلة السنوات الماضية بسبب أن بعض المنتمين إليه خالفوا تعاليمه، واليوم نرى شخص مسيحي يخالف تعاليم سيدنا عيسى عليه السلام ويقتل الأبرياء بدون ذنب، لكننا لا يمكن أن نصف الدين أبدا بالإرهاب لأن الأديان كلها بريئة من الإرهاب ومن أفعال الذي خرجوا على تعاليمها.
 
وتساءل المرصد: هل ستكشف التحقيقات كيف أن أربعة أفراد فقط استطاعوا أن يخططوا وينفذوا جريمة بهذا الحجم في وضح النهار، وأن يدخلوا أحد المساجد ليقتلوا من فيه ثم إلى مسجد آخر لارتكاب الجرام ذاته! ولماذا طغى خطاب العنف والكراهية على الخطاب المعتدل؟!
 
وشدد المرصد على أنّه قد آن الأوان لدول العالم أجمع أن تضع حدودًا رادعة لأي خطاب كراهية يحض على أي عنف أو مساس بالآخر. كما يحذر المرصد من استغلال الجماعات الإرهابية لمثل هذه الأحداث الإرهابية لبدء مرحلة جديدة من العنف لتبرر بها ما تقوم به من وحشية، بعد ما انفضح تبريرها من خلال استخدامها الخاطئ للنصوص الدينية واجتزائها من سياقاتها.
 
وفي ختام تقريره، نوَّه مرصد الأزهر إلى ما تضمنته وثيقة الأخوة الإنسانية من ضرورة «التحلِّي بالأخلاقِ والتَّمسُّكِ بالتعاليمِ الدِّينيَّةِ القَوِيمةِ لمُواجَهةِ النَّزعاتِ الفرديَّةِ والأنانيَّةِ والصِّدامِيَّةِ، والتَّطرُّفِ والتعصُّبِ الأعمى بكُلِّ أشكالِه وصُوَرِه»، لتجنب كافة مظاهر العنف الذي تجلّى في حادث اليوم في أسوأ مظاهرها.

وفي وقت سابق الجمعة، استهدف هجوم إرهابي مسجدين في مدينة كرايتس تشيرش، أثناء صلاة الجمعة؛ ما أسفر عن مقتل 49 شخصاً، وفق آخر محصلة للشرطة.

الآلاف في الأقصى وغزة يؤدون صلاة الغائب على ضحايا مسجدي نيوزيلندا
 
 
وأدى آلاف المصلين “صلاة الغائب” في المسجد الأقصى، وفي أغلب مساجد قطاع غزة، على أرواح شهداء الهجوم الإرهابي الذي استهدف مسجدين في نيوزيلندا.
 
وأدان خطيب المسجد الأقصى ومفتي القدس والديار الفلسطينية الشيخ محمد حسين، الهجوم ووصفه بـ”الإرهابي”، وقال: “نترحم على أرواح جريمة الإرهاب في نيوزيلاندا التي راح ضحيتها عشرات الشهداء والجرحى”.
تواصل الإدانات الاسلامية والدولية لمجزرة نيوزيلندا
واستنكر مفتي الديار الفلسطينية، استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على المسجد الأقصى ومدينة القدس المحتلة، مؤكدا أن “المسجد الأقصى للمسلمين وحدهم ولا يخضع للمفاوضات أو المساومات”. وأضاف: “نستنكر ونرفض أي إجراء إسرائيلي ضد الأقصى”.
 
وفي السياق ذاته، أدى الفلسطينيون في أغلب مساجد قطاع غزة “صلاة الغائب” على ضحايا الجريمة الإرهابية. وأعربت وزارة الأوقاف الفلسطينية، في بيان، عن إدانتها للجريمة الإرهابية، مطالبة السلطات النيوزيلندية بمحاسبة المتطرف منفذ الهجوم والجهة التي تقف خلفه.

المصدر: وكالات

captcha