وأشار الی ذلك، المستشار الثقافي الإیراني لدی السنغال "السید حسن عصمتی" فی حدیث خاص له مع وکالة الأنباء القرآنیة الدولیة (إکنا) في معرض شرحه لظاهرة التدین في السنغال.
وقال إن السنغالیین یحبون کثیراً رسول الله (ص) ویحتفلون بذکری مولد النبی (ص) مرات عدیدة وان رؤیتهم تجاه الدین فیها شئ من السرور والفرح لهذا لا نری مجالس عزاء دینیة کثیرة.
وأضاف المستشار الثقافي الإیراني السابق لدی السنغال "السيد حسن عصمتي" أن سبب السرور الذی یعیشه السنغالیون هو إیمانهم بالآیة الکریمة "لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ".
وأردف قائلاً: ان الدول الإفریقیة والشعوب الإفریقیة تتمتع بثقافة فیها سرور وإبتهاج وبعد دخول الإسلام تکونت رؤیة دینیة فیها سرور وفرح کبیر.
وقال السيد حسن عصمتي: علی سبیل المثال شهر رمضان فی تونس أشبه بمهرجان حیث تقام أنواع المهرجات الدینیة والقرآنیة کما تقام مثلها فی السنغال.
وقال الکاتب الإیراني الذی کتب "التصوف فی شمال إفریقیا" ان معظم الزعماء الدینیین هم من القراء والحفظة قائلاً: لا یمکن لأحد أن یبلغ مقاماً دینیاً رفیعاً دون أن یکون حافظاً أو قارئاً للقرآن الكريم حیث تمنح أعلى المراکز الدینیة والإجتماعیة للقراء والحفظة فحسب.
وأردف عصمتی قائلاً: ان الطابع الدیني في السنغال أقوی من تونس حیث یعدّ المصحف الشریف أفضل هدیة ممکن أن تقدم کما أن مصحف الجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة یعد من أفضل وسائل التواصل بیننا وبینهم.
وإستطرد المستشار الثقافی الإیرانی السابق لدی السنغال قائلاٌ: ان ترجمة الباحث الإیرانی "أبوالقاسم فخری" للقرآن الی اللغة الفرنسیة من أکثر الترجمات المستعملة هناك حیث یستخدمها معظم السنغالیین من الرئیس حتی المواطن العادی.
وأشار الی دور المرأة فی المجتمع السنغالي، قائلاً: ان المرأة حاضرة فی المجتمع والسیاسة والجامعة والإقتصاد مضیفاً أن الأسرة أساس محکم في السنغال وان الأم تحظی بمکانة رفیعة وکلمتها فصل الخطاب لجمیع أفراد الأسرة.
وأشار الى أن الرئيس السنغالي "مكي سال" أعلن عن خطة وطنية بعنوان "تحديث دور القرآن"، مبيناً: "عندما كنت بصفتي مستشارًا ثقافيًا إيرانيًا في السنغال، كنت ناشطاً في توزيع القرآن الكريم باللغتين العربية والفرنسية وكان شعار "دعونا نتعرف على بعضنا البعض" شعاراً عاماً للمستشارية الثقافية الايرانية لدى السنغال، آنذاك وينبغي أن تستمر هذه العملية في زيادة الوعي بين الشعبين الايراني والسنغالي".
وأوضح: "ربما يمكننا القول إن دولة السنغال من بين البلدان الإسلامية القليلة التي حافظت على النظام التعليمي التقليدي للقرآن الكريم، لأن الكتاتيب القرآنية التي كانت شائعة في ايران في الماضي، لاتزال موجودة اليوم في السنغال".
وأعرب عصمتي عن إعتقاده بأن "السنغال وإيران لديهما الكثير من الإمكانيات لتفعيل الدبلوماسية القرآنية في العالم الإسلامي، وهذا التعاون يمكن أن يوفر العديد من الخدمات للعالم الإسلامي والعالم، لأن العالم الآن يبحث عن السلام، والإسلام هو دين السلام ، ومعظم التعاليم القرآنية تدعو الى السلام والإصلاح.